أميمة الحمادي.. فنانة يمنية تحاكي وجع تعز بريشتها وتحلم بالسلام

أميمة الحمادي.. فنانة يمنية تحاكي وجع تعز بريشتها وتحلم بالسلام
الفنانة التشكيلية أميمة الحمادي - أرشيف

في مدينة تعز اليمنية، التي أنهكتها الحرب، وتقاوم بالموسيقى والفن، أزهر المعنى في قاعة صغيرة ضمّت لوحاتٍ تحكي قصصاً تتردد في الأزقة والحارات، قصص امرأة قررت أن ترسم لتبقي صوت المدينة حيًّا. 

الفنانة الشابة أميمة الحمادي، ابنة تعز، أعادت بلون وريشة صياغة وجدان المدينة في معرضها التشكيلي الأول، الذي أقيم في قاعة مؤسسة بيسمنت للثقافة، ليكون مساحة للحلم والتعبير، بحسب ما ذكرت وكالة "JINHA"، اليوم السبت.

منذ لحظة دخول المعرض، تشعر أن كل لوحة تهمس لك، تروي شيئاً من ذكريات الطفولة، من حصارٍ طويل، من حياةٍ لم تفقد الأمل بعد، وجوه متعبة، عيون متأملة، نساء يحملن في ملامحهن الوجع والكرامة، وأطفال يبتسمون رغم كل شيء. 

تلك كانت مشاهد أميمة الحمادي، خريجة قسم الفنون الجميلة بجامعة تعز، التي قالت إنها ترسم "حواراً داخلياً بينها وبين العالم".

من الطفولة تحمل قلماً

"منذ طفولتي كنت أرسم كل ما يلفت نظري"، تقول أميمة، وتضيف بابتسامة متعبة: "كان والدي أول من آمن بي، دعمني وشجعني حتى أصبحت أحلامي لوحات تُعرض للناس". 

ورغم أن هذا المعرض هو الأول، فإن لوحاته لم تكن عادية، بل ناضجة وصادقة، تحمل حكايات مدينة مرهقة تتحدى الصمت بالفن.

الطريق إلى المعرض لم يكن مفروشًا بالألوان، بل بالمثابرة والتحدي، تقول أميمة إن أكبر الصعوبات التي تواجهها فنانة شابة في تعز هي "غياب المعارض الفنية، ونقص الوسائل التعليمية الحديثة". 

لكنها لم تقف عند هذا الحاجز، فاتجهت لتعلّم الرسم الاحترافي من خلال منصات الإنترنت، خصوصًا قنوات اليوتيوب، التي حولتها إلى "مدرسة بديلة".

المرأة قادرة على التعبير 

"اللوحة التي تُرسم بيد امرأة تحمل إحساسًا مختلفًا"، هكذا تلخّص أميمة فلسفتها الفنية، تعتبر المرأة قادرة على التعبير بعمق عن القضايا الإنسانية، لأنها "تحمل صوت الجميع، وترسم بأحلامها وهمومها". وقد كان واضحًا في لوحاتها كيف اختلط الحلم بالاحتجاج، والأمل بالحزن، في مشاهد شديدة الصدق.

على هامش المعرض، أعربت ألحان الشيباني، المديرة التنفيذية لمؤسسة آرام للتنمية الثقافية، عن إعجابها الشديد بما شاهدته: "اللوحات ناطقة بالحياة، ومن الرائع أن نرى هذا النوع من المعارض في تعز؛ لأنها تبعث رسالة أمل وسط هذا الدمار"، وأشارت إلى أهمية دعم هذه الفعاليات لتعزيز المشهد الثقافي اليمني.

حنين الأغواني، إحدى الزائرات، علّقت: "شدّتني اللوحة التي عبّرت عن تعز الحالمة.. عن الفن والموسيقى، وعن قلعة القاهرة وهي تُعزف لا تُقصف"، أما أكثر اللوحات تأثيراً فيها فكانت: "وجه رجل مسن يحمل هم المدينة كله في نظراته".

المعرض بوابة حلم وليس مجرد معرض، بل مساحة لمواجهة النسيان والإصرار على البقاء. 

أميمة الحمادي لم تعرض فنًا فحسب، بل قدّمت شهادة على أن تعز لا تزال قادرة على الإبداع، وأن الفن ليس ترفاً بل فعل مقاومة وجمال.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية